تغاريد غير مشفرة (86) .. المعرفة بكلفة كبيرة غباء كبير
يمنات
أحمد سيف حاشد
(1)
كنت قبل سنوات أسأل: لماذا يتم قتل الطيارين وضباط الدفاع الجوي وضباط القوات المسلحة والأمن..؟! ولماذا ينفذ القتلة وينجون من الملاحقة والعقاب..؟!
كنت أسأل من له مصلحة في هكذا فعل..؟!
كنت أسأل ما مصلحة داعش والقاعدة بقتل ضباط الدفاع الجوي..؟!
كنت أسأل: لماذا لا تقنعني حجج تفكيك الصواريخ ولمصلحة من تفكك صواريخنا الإستراتيجية..؟!
كنت أسأل: لماذا لا تتم الهيكلة دون تفكيك وحدات الحرس الجمهوري المدرّب والمحترف والاكتفاء بتغيير القيادات بقيادات كل ولاءها للوطن..؟!
لماذا تفكك وتُهمل القوات المحترفة وينكل بها وتصادر مخصصاتها وعلاجها وتبقى بل وتدعم مليشيات الفرقة الأولى مدرع..؟!
عرفت قبل الكثير .. واليوم عرفت كل شيء..
كل شيء كان مخطط..
كانوا وراء الحدود يعدون المخططات وينفذون اضعاف الوطن لمصلحة مملكة آل سعود.
المعرفة بكلفة كبيرة غباء كبير..
والندم بعد فوات الأوان ندم لا يفيد غير الموعظة.
(2)
في المفاوضات عندما تتخلى عن معظم الوطن ويشعر أنصارك وأشياعك أنك ستنسحب؛ فذلك يغري خصمك في البحث عن المزيد ويخذل الأشياع والأنصار .. فلا لوم عليهم إن أحجموا وتراجعوا قبلك .. فأنت من خذلهم لا هم.
(3)
معنا يتعالون إلى السماء ولا يتنازلون عن حق لنا
و معهم يتنازلون حد الخزي عن كل الحقوق
هكذا تبدو المفارقات فاجعة..
(4)
لو كانوا غير مطمئنين أن تنازلاتك التي منحتهم إياها في قبضة أيديهم، وأنه لا زال هناك ما يغريهم من التنازلات في يدك، لكانت الحرب قد توقفت في شهرها الأول وعلى أكثر تقدير في العام الأول..
لقد ربحوا وملكوا ما بأيديهم من تنازلاتك، وتمكنوا منها، واستوثقوا أنك لن تتراجع عنها، ولازال ما يغري في يديك يناديهم .. فكيف بعد كل هذا لا تريدهم يستمرون في الحرب..؟!
هكذا يبدو لي الحال وأكثر..
(5)
كانوا قلقون على الحرب التي تطال السعودية وحدودها .. أما اليوم لا صواريخ تصل ولا حرب في الحدود تشتعل إلا بما تخمدها قبضة اليد..
العودة إلى ما كان وأكثر فيه الأمل .. أما غيره فانكسار حتى نخمد..
(6)
لا يريدون استخدام الصواريخ ضد العدوان وعمقه..
أولئك الذين عنوانهم الكرامة سيسلمونها صاغرين..
أيها الحزن الباسط دولتك على الوطن المصادر .. لم يعد هناك ما نفرح لأجله.
ليس لأننا بلا كرامة ولكن لأن الساسة يخذلون الكرامة وأصحابها..
(7)
لقد قدمت كل التنازلات بما فيها نصف الوطن وأكثر ولم تنال السلام أو حتى ما دونه..
فلماذا لا تجرب الجنون حتى يبحثون هم عن السلام أيضا..؟!
(8)
لماذا رفضنا أن نكون جزء من المقاومة أو ننحاز إلى التحالف..؟
رفضنا المقاومة لأنها تتحالف وتتخندق مع القاعدة وداعش ولأن المقاومة يساندها عدوان همجي يرتكب جرائم الحرب ضد شعبنا كل يوم ويستخدم أموال نفطة لشراء ذمم دول وحكومات العالم..
لماذا اليوم الرفاق ورفاق الرفاق وبني عمومتهم يبلعون ألسنتهم عن القاعدة وداعش ولاسيما أولئك الذين يعيشون تحت نفوذ تواجدها وسلطتها..؟!
لماذا لا يعترفون بخطلهم البالغ وخطاياهم الفادحة..؟!
تعز المدينة داخلة اليوم ضمن المناطق المحررة بحسب من يدّعي الشرعية ومن يسند هذا الادعاء..
غير أن الرفاق ومن إليهم الماكثين فيها لا يستطيعون مواجهة سلطة القاعدة أو حتى مجرد نقدها، أو حتى نقد بعض ما يمسّها..
اعتقال القيادي الناصري “الصامت” وسبب اعتقاله وأمر استدعاؤه الصادر من “القاعدة” ـ أنصار الشريعة ـ يدل على أن تعز تعيش عصرا آخر ليس له صلة بكل مزاعم الشرعية وتحالف العدوان .. وقد غادر بعض الرفاق ومن إليهم طلبا لنجاة الرؤوس والرقاب من داعش والقاعدة وأبناء عمومتها..
تعز وأهلها وغيرها جميعهم يبحثون اليوم عن النجاة وربما لن يجدوه دون كلفة باهظة.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا